منذ تأسيسها في حلب في ثمانينات القرن الماضي، شغلت تسجيلات الملك مكانًا أساسيًا وثابتًا في فضاء أشرطة الموسيقى السورية لعقود. عُرفت الشركة لإصدارها وتوزيعها نطاقًا واسعًا من الموسيقى، ولتسليطها الضوء على أعمال موسيقية من المجتمعات الآشورية والأرمنية والكردية والعراقية المتنوعة في سورية. اتسع أرشيفها ليشمل أعمالًا من فناني الصف الأوّل في المنطقة وتسجيلاتٍ لفرق أعراس محلية ومغنين صاعدين في حقب مختلفة. كما أصدرت تسجيلات الملك أشرطة تجميعية عديدة تضم موسيقى من المنطقة والعالم. يظهر اللوجو الملكي والمبهرج لتسجيلات الملك على ٢١ تسجيلًا في أرشيفنا حتى اليوم. كانت الشركة تعمل من مقرها في حلب، إلى جانب امتلاكها عدّة متاجر في دمشق وطرطوس واللاذقية، وعدّة موزعين في منطقة الجزيرة (في دير الزور والرقة والحسكة والقامشلي). فيما تظهر صفحات الشركة على مواقع التواصل الاجتماعي اليوم انتقال مقرها إلى شارع العريض في طرطوس، حيث يقدم متجرها منتجاتٍ وخدماتٍ متعددة من ألعاب الفيديو إلى صيانة الحواسيب، إلّا أن تركيزها الرئيسي يبقى على أرشيفها الواسع من الموسيقى الشعبية السورية. تمتلك تسجيلات الملك قناتي يوتيوب مخصصتين للموسيقى الشعبية السورية، يتابع القناة الرئيسية أكثر من ربع مليون متابع، فيما جذبت كلا القناتين قرابة ١٠٠ مليون مشاهدة وسماع عبر نشرهما لحوالي ٦٠٠ فيديو. كذلك يتابع تسجيلات الملك على صفحتها على فايسبوك أكثر من ١٠٠ ألف شخص، حيث تنشر تسجيلات وأخبار مشهد الموسيقى الشعبية في سورية. نتجوّل في هذه القائمة بين ستة أشرطة لتسجيلات الملك في أرشيفنا، تكثر بينها الأشرطة التجميعية التي تقدّم أعمالًا لفنانين متنوعين تجمعهم ثيمات مشتركة. فنانين متنوعين مهرجان الفرات يركّز هذا الشريط التجميعي على محافظة دير الزور، حيث يقدم ثماني أغنياتٍ لثمانية فنانين مختلفين يؤدون نسخًا معاصرة حيوية من أغاني ديرية تراثية، فوق مزيج من الإيقاعات السوريّة والعراقية. يمتاز الشريط الصادر في عام ١٩٩٦ بالكثير من الديناميكية، يأتي جزء منها من الاختلاف في خامات الصوت بين المغنين الثمانية، كما يأتي من البنية المتبعة في كافة الأغاني، والتي تقتضي بدخول كل مغني بموّال بطيء قبل الانتقال بسلاسة إلى الدبكة أو الجوبي. فنان مجهول سق العطاش
 يوحي غلاف هذا الشريط بأنه تسجيل لحفلة صباح فخري الأيقونية اسق العطاش، إلا أنه فور الاستماع إليه يتضح أنه يعود إلى مغنٍ آخر يؤدي ذات الأغاني من الحفلة الشهيرة. تبقى هوية المغني لغزًا، تتركنا نتساءل حول صاحب الصوت الشجي واللّيّن الذي أتقن إحياء واحدة من أجمل حفلات صباح فخري، مؤديًا أغانٍ مرتبطة بشكلٍ وثيق بالتراث الموسيقي لمدينة حلب، كموشح يمر عجبًا لملحن حلب الأهم عمر البطش، وموشّح اسق العطاش الذي يعود تاريخ لحنه الأصلي إلى أكثر من ٣٠٠ عام. كل ما نعرفه أن هذه الحفلة لقيت حضورًا واستحسانًا كبيرًا من الجمهور، الذي نسمع هدير تصفيقه وهتافه عاليًا بين الأغاني. فنانين منوعين أغنيات سريانية فلكلورية يضم هذا الشريط الصادر في القامشلي نهاية التسعينات عشرة أغنيات تراثية ودبكة لتسعة مغنين ومغنيات آشورين من سوريا والعراق، من ضمنهم أسماء أيقونية في الموسيقى السريانية مثل والتر عزيز وجوليانا جندو. انصبّ جزء كبير من تركيز تسجيلات الملك على منطقة الجزيرة في سورية، بما في ذلك الموسيقى السريانية الحاضرة في أكثر من شريط من أرشيفها. يمتاز هذا الشريط بتوزيع تجاري قريب من أغاني البوب، يجعله تسجيلًا مثاليًا لحديثي الخبرة بالموسيقى السريانية لسهولة سماعه. فرقة التايغرز فرقة التايغرز حققت فرقة التايغرز الأردنية بعض الشهرة في منطقة الشام خلال الثمانينات والتسعينات، بما فيه الكفاية لظهورها في أرشيف أشرطة تسجيلات الملك. تؤدي الفرقة في هذا الشريط العائد لعام ١٩٩٣ مجموعة من أغاني البوب العربي، والمصري تحديدًا، من تلك الحقبة، مثل لولاكي لعلي حميدة وسمرا يا سمرا لكارم محمود والتوبة لعبد الحليم حافظ. يغلب على الشريط توزيع إلكتروني مزدحم بالأورغ، يضع الأغاني في منتصف الطريق بين البوب والشعبي الشامي. فنانين منوعين دبكة الملك الفراتية - الجزء الأول يحتفل هذا الشريط من عام ٢٠٠٢ بأعمال ستة مغنين للدبكة الشعبية من منطقة الفرات \ الجزيرة، هم عدنان الجبوري و أسامة الحربي و منذر العلو وعمر سليمان وصلاح هليل و محمد الفراتي. تتمتع الأغاني بإيقاعات سريعة وكثيفة ومرافقة كورالية تظهر الطابع التراثي بوضوح، فيما يتناوب المغنين بأصوات متمرسة خشنة الحواف، تحمل بأمانة البيئة البدوية التي تنتمي إليها. فنانين متنوعين دبكات الملك الجزراوية ٣ يضم هذا الشريط الصادر مطلع الألفينات بعضًا من أشهر الفنانين السوريين من أصول سريانية وآشورية وأرمنية، خاصةً أولئك الذين تعود أصولهم إلى منطقة الجزيرة، ممن انطلقت مسيرتهم الفنية في مدينة حلب، مثل طارق مراد وميشيل برشان وسامر كبرو وفرقة جوميداس. بينما يؤدي المغنون أغانٍ تراثية باللغة العربية، إلا أن خلفياتهم الإثنية المتعددة تبقى حاضرةً عبر أسلوب الغناء والتوزيع، الذي يغلب عليه الأورج ويقترب من البوب كما لاحظنا في سائر إصدارات تسجيلات الملك.