




مقابلات
فرج قدّاح
محادثة مع أرشيف الشرائط السوريّة
فرج قداح – دبكة مجوز من ألبوم: أفراح حوران ١
فرج قداح: (مقتطف من الألبوم) سهم الجولان
نتحدث في هذه المقابلة مع المغني فرج قدّاح ابن بلدة الحراك الحورانيّة في محافظة درعا. أصبح فرج على مدى العقود الماضية أحد الأصوات الحاسمة في الموسيقى الشعبية الحورانيّة. من مواليد عام ١٩٧٤، بدأ فرج بالغناء في الأفراح المحليّة منذ سن المراهقة، مستلهمًا من التقاليد الموسيقيّة الغنيّة لجنوب سورية والممتدة عبر الحدود إلى الأردن وفلسطين. صدرت أداءاته المبكرة على أشرطة الكاسيت وانتشرت محليًّا، حيث جذب صوته المميز وأغانيه التراثيّة جمهورًا محليًّا مخلصًا. في التسعينات، ساهمت أشرطة الكاسيت التي توثّق أداءاته الحيويّة الخام في حفلات القرى بنشر شهرته إلى الخارج، وسريعًا ما أصبح اسمه معروفًا في السويدا والجولان والأردن وسواهم. تحوّل صوته إلى ركن من أركان الموسيقى التراثيّة في المنطقة. خلال محادثتنا الموسّعة معه، يحكي لنا فرج عن بدايات مسيرته، وعن الدور المحوري الذي لعبته أشرطة الكاسيت في شهرته. تلقي قصّته الضوء على عقود من التعاونات الموسيقيّة، أساليب توزيع الكاسيت، والظروف السياسيّة المتغيّرة حول أداء الموسيقى في سورية ودول الجوار. بدايةً من إحياء أفراح محليّة إلى تحقيق النجوميّة في عالم الكاسيت والأداء في جولات تجوب المنطقة، يتتبع فرج رحلته ضمن عالم الموسيقى الحيّة في سورية، ويتأمّل في ثورات التكنولوجيا الموسيقيّة، وفي تأثير الثورة والحرب والهجرة على حياته وفنّه. فرج قداح هو مغنٍ سوري محتفى به، ولد في منطقة حوران في بلدة الحراك في درعا عام ١٩٧٤، وحقق شهرة واسعة بفضل غنائه للموسيقى الشعبية التراثية الحورانية بالإضافة إلى ألوان موسيقية أخرى عبر المنطقة العربية. يناقش فرج في هذه المقابلة دور الموسيقى في طفولته، المساهمة الحاسمة للكاسيت في نجاحه وشهرته، وتجربته كمغنٍ في منطقة الشام. يعيش فرج اليوم في عمّان، الأردن. يامن: مرحبا أستاذ فرج، منتشرف نحن إننا عم نعمل معك مقابلة اليوم. مارك جرجس وأنا يامن مقداد من مشروع أرشيف الشرائط السورية، نورتنا. للي ما بيعرفوك أستاذي، ممكن تقدّملنا نفسك ومن وين عم تحاكينا اليوم؟ فرج: تشرفت أوّل شغلة بحضراتكم الأستاذ مارك والأستاذ يامن، تشرفت بيكم والله. أنا الفنان السوري فرج قداح من سورية مواليد ١٩٧٤، حاليًا موجود في الأردن. يامن: مواليد وين بسورية؟ فرج: أنا من درعا من مدينة الحراك في حوران. يامن: والنعم. تحكيلنا عن نشأتك في الحراك وكيف كانت أوّل تجاربك مع حضور الموسيقى بالأفراح أو على الراديو، كيف كانت أول ذكرى إلك عن الموسيقى بشكل عام؟ فرج: كنت أحب الفن والطرب، وأبويا شاعر. أبوي حاليًا رحمة الله عليه اتوفى، بس شوف هو اللي كشف بيّا بداية الفن، اسمه الشاعر أحمد عبد الرحمن القدّاح أبو عرب، هو اللي كشفني بشغلة الغناء. ثاني شغلة المدرسة، في المدرسة كانوا يطلعوني بمسابقات وحفلات الروّاد للموسيقى، فكنت أطلع برّا أغنّي، أعمل حفلات شعبية وكذا، وهي اللي كشفتني يعني بشغلة الفن، والحمد لله نجحت بهذا الموضوع، الحمد لله بفضل ناس … يامن: فكانت من خلال حصص الموسيقى بالمدرسة وشي إله علاقة بمسابقات الطلائع للموسيقى هداك الوقت … فرج: أكيد، بالطلائع، هو عن طريق الطلائع وعن طريق حصص الموسيقى وعن طريق الأساتذة. يطلبوني عن طريق المدرسة، الحمد لله كنت متوفق بهذا الشي. يامن: وهل كنت تسمع موسيقى عالراديو مع الأهل أو بالقرية؟ فرج: أكيد، كان في عندي راديو مسجلة وكنت على طول أتسمع عالراديو وعالأغاني اللي موجودة عندي وأحاول إنّي أحفظ قد ما أستطيع مشان أطبّقها بالمدرسة أو بالأفراح أو بالمناسبات. يامن: نعم. شو أوّل كاسيت إنت تعاملت معه أو اقتنيته كمستمع؟ أول ذكرى إلك عن كاسيت شفته بالحراك مثلًا. فرج: أوّل شغلة كانت مثل ما تقول حفلات شعبية، بتعرف عاداتنا وتقاليدنا بحوران حفلات الأورغ والموسيقى والمجوز واليرغول، فكانت البداية هيك أنا وعمري ١٥، ١٦ سنة، هي كانت بدايتي وانطلق نجاحي بهالشغلة. كنت كتير متمسك بالحفلات الشعبية وقعدات الأغاني العائلية وهالشغلات الشعبية الحلوة، والحمد لله يعني قلت لك توفقنا بهالشي. يامن: نعم. يعني قبل ما تبلش إنت أداءك الفني بالتسعينات تقريبًا، إنت بلشت تؤدّي بالأفراح؟ فرج: يعني بدك تقول هيك شي. بالـ ٨٧ تقريبًا. يامن: أول عرس أحييته كان بالـ ٨٧ يعني؟ فرج: هاد أول عرس وأوّل حفلة، كنت أغنّي ويجيبولي المسجلة ومعها مايكروفون ويسجلولي كاسيتات صغيرة. كانت الحفلات الشعبية كثير كثير حلوة وبسيطة يعني. يامن: بالـ ٨٧ لمّا بلّشت إنت إحياء حفلات، هل كان الأورغ موجود، ولّا لسّا ما كان؟ فرج: لا، لا، ما كان الأورغ موجود. كان بس الطبلة اللي هي اسمها الدربكة، واليرغول اللي نحن نقول له عندنا المجوز، والقربة والشبيبة. القربة كانت تزين الحفلة وكانت مرغوبة كتير، عرفت شلون؟ يامن: ممكن تشرح للمستمعين اللي ما بيعرفوا شو هي القربة؟ فرج: القربة يعني تنحط تحت الإبط على جنب، وإلها قصبة بينفخوها وبيعزفوا عليها، كثير كثير صوتها حلو. يامن: اللي بسموها باج بايب وبيستعملوها في سكوتلندا، ومنتشرة في الأردن كمان. فرج: نعم. يامن: فكان في قربة، وكان في مجوز أو يرغول متل ما بيتسمّى بالأردن وفلسطين، ودربكّة ... فرج: هو اليرغول أصله فلسطيني، أما القربة فهي مشهورة هون بالأردن وعندنا … يامن: شو الفرق بين المجوز واليرغول أستاذي؟ فرج: في فرق كبير، الصوت يختلف. هلأ المجوز حديد وقصير، أمّا اليرغول بيجي أطول ومصنوع من القصب يجيبوه من مناطق فيها بحيرات ومي وهالشغلات، بيقطفوها وبزبطوها هيك وبيعملوها يرغول. يامن: طيب تحكيلنا عن الموسيقى اللي كنت تلعبها بالـ ٨٧ بالأفراح؟ شو نوعها، كيف توصفلنا ياها؟ فرج: نوع الأغاني كانت شعبية، منسميها إحنا اللون الشعبي التراثي اللي موجودة عندنا في حوران و(جاية من) عاداتنا وتقاليدنا. يامن: نعم. طيب وتحكيلنا كيف كان هاد التراث باعتبار منطقة حوران ممتدة بين سورية والأردن وفلسطين؟ فرج: نعم يعني بدك تقول إنت الأردن وسورية نفس اللون، كان كلّه لون واحد ويوصل لأوّل دمشق. لأنّه بس إنت توصل لدمشق صار لون ثاني هيك. فإحنا لوننا لون قريب لأهل الأردن، أهل الرمثا، يعني المناطق اللي موجودة جنبنا في الأردن. يامن: طيب مثلًا، كيف كان التشابه مع السويدا ومع القنيطرة؟ فرج: آه اللون هذا مع السويدا ومع القنيطرة كلّه لون واحد، يعني إحنا السويدا قريبين كثير لأهل درعا ولأهل حوران، إحنا جيران إحنا وياهم، متحاذيين يعني، والقنيطرة كمان نفس الشي قريبة على حوران، عرفت شلون؟ بس هم بيعتبروهم أهل القنيطرة من أهل الجولان. يامن: نعم الجولان. فرج: آه تابعة للجولان، واللي هو إحنا كلنا نفس اللون. يعني أنا بروح بغني مثلًا بسويدا بحبوا لوني، بروح على الجولان، على القنيطرة، بحبوا لوني. ليش؟ لأنّه نحن كلنا لون واحد. يامن: نعم، طيّب لما بلّشت بالـ ٨٧ بالأداء، تحكيلنا عن أوّل مرّة أدّيت فيها كيف كانت وشو بتتذكر منها؟ فرج: يعني أوّل ما بلّشت كنت أدرس أنا بالمدرسة وكنت أبلّش أغاني تراثية من حوران. أغاني يعني بسيطة هيك وحلوة وفيها لون من اللون الشعبي التراثي تبعنا، عرفت شلون؟ فطوّرت شغلي، صرت أروح أحضر مناسبات وأفراح ودخلت بالموسيقى والشغلات الثانية اللي عم بحكيلك عنها. يامن: كنت تعزف آلات؟ فرج: نعم، كنت أعزف عالعود وعالأورغ. يامن: نعم. فرج: يعني انشهرت أكثر إشي بالعتابات والمواويل الشعبية، اللي هيّ من تراثنا، وطوّرت شغلي وصرت يعني أغنّي كلّ الأغاني، مثلًا اللهجة الفلسطينية، اللهجة العراقية، اللهجة المصرية، يعني هيك أحاول إنّي أدرّب حالي أوّل بأوّل إنّي أحفظ غير اللون الشعبي تبعنا، بس إنّي أطوّر شغل، عرفت شلون؟ يامن: طيب، يعني بلشت إنت تشتغل وتتعلم بالمدرسة ومن خلال الطلائع والمهرجانات والشبيبة وما إلى ذلك. بعدين رحت عالأفراح بالـ ٨٧، وكان إلك عرض مسجّل، إنّه سجّلولك عكاسيتات وقتها. فرج: آه، أكيد، أنا سجّلت بالـ ٨٧، وبالـ ٩٠ نزّلت كاسيتات في محافظة درعا عندنا، وكان مثل ما بتقول عندي مدير أعمال في درعا في حوران اللي هو ينزّلي الكاسيتات عند (المتاجر) بساحة بصرى في درعا، عند محمد الرفاعي ومحمد البهلول ومحمد الشريف، بعدين (صار) عندي سيديهات. يامن: طيب تحكيلنا عن هي الفترة بين أوّل عرض، لمّا بلّشت وعملت أوّل عرض، شلون بلش الموضوع يتطوّر، مثلًا كيف كان ينتشر اسمك، وكيف لاقيت مدير أعمال وليش قررت يكون عندك مدير أعمال. فرج: آنا بلّشت بالـ ٨٧ وكان صوتي بعده كثير كثير قوي، والحمد لله الشكر لله كانت ماشية أمورنا عالأربعة وعشرين، عرفت شلون؟ فهالشباب اكتشفوا الموهبة الموجودة عندنا، آه والحمد لله مشت الأمور وصرت نزّل مثل ما بتقول كاسيتات عن طريق الإذاعة … يامن: شو قصدك الإذاعة؟ فرج: إذاعة يعني سماعات ... سماعات إذاعة ومايكرفون وكاسيت عشان أنزّل عليه. يامن: فإنت كنت تطلّع كاسيتات مع أنو شركة إنتاج؟ فرج: آه، اسمها ساحة البصرى بإدارة السيد محمد البهلول أبو حسام، والسيد محمد الشريف أبو دنيا، وفي كمان اللي كان يسجّلّي كاسيتات عن طريق الإذاعة ويتولى هندسة الصوت اسمه أنس محاميد من مركز القمّة. نزّلت أول كاسيت مع مركز القمة عندنا في درعا بسنة الـ ٩٠. يامن: هاد كاسيت كنت سجّلته باستوديو ولا كان بحفل؟ فرج: حفل شعبي، بعدين بالتسعينات صرت أنزل أني بالاستوديو. يامن: طيب تحكيلنا مثلًا لمّا نزّلت أوّل كاسيت إلك بالتسعين، كيف كان؟ شو اسمه؟ كيف كانت أصداؤه؟ شو كان معك موسيقيين عليه؟ فرج: كان معي عازف أورغ، بدك تقول يعني كانت بداية الأورغ في التسعينات، وكان معي عدّة آلات مجوز وطبل، والإذاعة (اللي منسجل عليها). يامن: طبعًا، طبعًا. فرج: فنزّلته وكان كتير كتير ماخذ صدى بمجال أغاني اللون الشعبي التراثي لأهل حوران. يامن: طيب تحكيلنا عن الفترة اللي تعاملت فيها مع الأورغ لأوّل مرّة، لأنّك كنت عم تستعمل القربة والمجوز واليرغول. فرج: أوّل شي كان في مجوز وطبل ودربكة، ما كان في أورغ. بالتسعينات تحرّك الأورغ، وصرت تيجي إنت لازم تعمل تناسق بين الأورغ وبين المجوز، لازم تكون مهندس ... يكون في عندك أذن سماعية تقدر تركّز هالشغلة وتطبّق المجوز مع الأورغ. كان في شوية صعوبة أوّل شي. بعدين الحمد لله تدربّنا وتعلّمنا وركّزنا ومشّينا المجوز مع الأورغ، والقربة مع الأورغ واليرغول مع الأورغ. يامن: والأورغ صار عم يعطيك الإيقاع. فرج: آه، صار هو الأورغ يعطيني الإيقاع وهو يعزفلي، فاستغنيت عن عدّة آلات. كان معي مثلًا درامز (طبول)، لغيته. يامن: كان معك درامز؟ فرج: درامز، آه، هسّى لحد الآن في درامز. يامن: فإنت قبل ما تبلّش بموضوع الأورغ كان التركيز كلّه عالآلات، يعني كان قربة ومجوز ويرغول ودربكة وطبل، وعم تقول هلّأ كان في درامز أوقات … اللي هي الدرام كيت، عدّة الطبول المتكاملة. فرج: آه، مثل ما بتقول. يامن: فهدول العازفين كنت تتعامل معهن بحفلاتك قبل ما يجي الأورغ. فرج: آه، كنت أتعامل معهن وأطلع حفلات مع فرقة موسيقية. يوم يطلبوني مع فنانين ثانيين، أطلع أغني بس يعني أني آخذ وصلة لأن كان اللون الشعبي يختلف عن لون الحفلات يوم يكون فرقة موسيقية أو كذا مع مطرب يغني أغاني خارج نطاق اللون الشعبي، عرفت شلون؟ يامن: متل شو كانوا مثلًا المطربين التانيين يغنوا؟ فرج: يعني مثلًا يغنوا أغاني لفهد بلّان، يغنوا لهالمطربين السوريين اللي عندنا الموجودين، ولناس برّا … يامن: بس هيك حفلات وين كانت تكون؟ بالأفراح كمان ولّا كانت تتم بصالات؟ فرج: بأفراح أو بصالات. يعني مثلًا الصالات كانت صالات خفيفة، ما كانت متل هسّع دواوين مثل ديوان مضافة للعيلة أو للعشيرة. آل القداح في عندهم مثلًا ديوان هذا بيعتبروه للفرح وللترح، كانوا مثلًا يعملوا بيو شو؟ يعملوا بيو حفلات فرقة موسيقية، ويجيبوا بنفس الوقت يعملوا بيو للترح مثلًا لما يصير في عزا أو هيك. يامن: بس هل كانت دايمًا الموسيقى مرتبطة بالأفراح، يعني إذا ما في عرس ما في حفلة موسيقية؟ فرج: لا، لا، لا، لا، لا، بدون فرح ما يصير. يعني هسع أنا بيجي عبالي مرّات إنّه بدون فرح أو شي أجيب عازف الأورغ وأجيب تبع الإذاعة وأقعد أغني ... يامن: بس هل بتدعي عالم تجي تحضر وبصير في جمع كبير، ولا بس بتكونوا انتوا جمعة أهليةّ بمحليّة يعني؟ فرج: لا، لا، لا، لا، أهليّة محليّة. مرّات يوم آني بدي أعمل بدون مناسبة، يعني أعزم الشباب زملائي وقعدة ببعضنا بس مش ... ما يكون حفل كبير الصراحة. يامن: نعم. فرج: ليش؟ لأن كنت آني أجيب الفرقة وآجي أقعد بالبيت وأعمل إشي جديد، أعمل أو أحفظ إشي جديد مع الموسيقى وكذا، وكان بودنا بالوقت هذاك نعرفكم ونتعرف عليكم، كان سجّلنا لكم ياه عالشريط مباشرة. يامن: إن شاء الله منجي منحضر عرس بالأردن قريبًا. فرج: إن شاء الله، بإذن الله. إنت والأستاذ مارك كمان. يامن: إن شاء الله. طيب أوّل ما أجى الأورغ على الموسيقى الشعبية والتراثية في سورية، كيف كان انطباعك لما شفت هالآلة الجديدة عم تدخل وعندها القدرات الصوتية الكبيرة. شو كان إحساسك؟ وشلون تعاملت معها بشكل عام؟ فرج: بدك الصراحة؟ امبسطت. يعني كنت أول شي، كانت الفرقة بتتعب. أما يومن إجت الإيقاعات والموسيقى تبع الأورغ اتغيّر الوضع كلّه. صار أسرع. وإن معي مجوز وإن ما كان معي مجوز، وإن معي شبيبة وإن ما كان معي شبيبة، هسّع الأورغ بيسد. يعني يقدر يقعد تبع المجوز يرتاح، بتضّل الموسيقى والايقاع والأورغ يعزف، بتمشي الحفلة. أوّل شي كان لا، يوم مثلًا يوقف المجوز أو الدربكة وكذا ما تمشي الحفلة، فيها صعوبة، عرفت شلون؟ يعني سعادة كبيرة الصراحة يومن طلع إنّه بيتطبّق المجوز مع الأورغ، صارت شغلة حلوة وأني امبسطت كتير كتير، ارتحت يعني، ريحني كصوت وريحني كعمل. يامن: ومين كان أوّل عازف أورغ بلّشت تتعامل معه؟ فرج: أوّل عازف أورغ بيشتغل معي كان شهاب البوش. هذا زلمة من صوب الشام، دمشق، وأول ما اشتغلت اشتغلت معه، وكان كمان يشتغل معي عازف أورغ اسمه مازن المصري من عندنا من حوران، وهذا اللي سجلت أنا وياه أيّام الـ ٨٧. وبالتسعينات كان معي شاعر مجوز لليوم بعده يشتغل معي، هو من فلسطين، اسمه اشرف أبو الليل، صديقي. وفي شاعر مجوز كان يشتغل معي اسمه خليل حوشان أبو خالد، اشتغلت فترة طويلة معه، يعني بدّك تقول من الـ ٩٣ للـ ٢٠٠٤، ٢٠٠٥. يامن: نعم. طيب بالفترة الأولى لمّا بلّشت مثلًا تسجّل كاسيتات وبلّشوا ينتشروا كاسيتاتك بالمحافظات. تحكيلنا كيف بلّشت تطلع من الحراك لحفلات برّات الحراك؟ وكيف بلّش ينتشر اسمك؟ فرج: كان الوالد عايش وأنا كانت موهبتي بعدها جديدة، فحكيت مع الوالد وكشفلي إنّه أني لازم أطوّر شغلي، ما أظلني مثلًا بس بالبلد، بالحراك، قال لي: لازم تطلع تغنّي يابو برّا مشان تنشهر وتنعرف. فصرت أنتظر يصير في مناسبة مثلًا، يدق عليّا جيراني أو قرايبي يقولوا لي: أستاذ فرج، بدنا ناخدك عالحفلة مثلًا برّا عالسويدا أو عالقنيطرة، ترافقنا؟ فأروح ضيف، ضيف شرف يعني، ما أغني آني أوّل شي. أروح ضيف، أقعد فيروحوا يقولوا للمعزب: والله يا أبو فلان، في معنا مطرب طفل اسمه فرج قدّاح وحابين يشاركنا بهالحفلة، في مجال؟ استأذن من المطرب الموجود، أروح الحمد لله وأقظب المايكروفون وأقعد أغنّي. لمّن أقعد أغنّي أتطلّع حواليي، ألاقي الناس حواليي امبسطت: شو هالصوت؟ ما شاء الله! هاد اللي خلّاني وشجّعني إنّه أستمر بالفن والغناء، فصرت أني أتعب عحالي وأطوّر أموري، ودرست الموسيقى ودرست الشغلات التانية، يعني تعبت شوي عحالي الصراحة. يامن: تمام وين درست موسيقى؟ مع مين؟ فرج: والله في أستاذ موسيقى اسمه سميح كسابرة عندنا بالبلد، عازف أورغ وعازف جميع الآلات الموسيقية، كان هو اللي يعطيني الدراسة وهو اللي يعلمني أني أحفظ النوتة، شلون أبدأ بالغناء، شلون لو بدي أغنّي اللون مثلًا الخليجي أو العراقي أو الكذا، إنّه شلون أبدأ وشلون أبلّش، فالحمد لله يعني وصلت لمرحلة صرت أني أغنّي جميع الألوان، والحمد لله كنت متوفق بفضل الله وبفضل الناس والشعب اللي دعمتني وقدّمتني للناس صراحة. يامن: وإيمتى بلّشت تغنّي ألوان مختلفة غير اللون الحوراني؟ فرج: والله بدّك تقول بالـ ٢٠٠٤، ٢٠٠٥. مثلًا رحت عالكويت وانطلب منّي إنّي أغنّي اللون اللي بغنّوه أهل الكويت. أجيت عالأردن لاقيت في ألوان لأهل الأردن خاصة، ويعني بتلاقيهن مختلط إن كان أردني أو فلسطيني، فكان لازم أغنّي مثلًا كل الألوان، إن كان أردني أو فلسطيني لازم أحفظ الألوان، واللون اللي هم بحبّوه. أمّا أني كنت أوّل شي أغنّي اللون الشعبي السوري تبع حوران، تبع درعا، أكثر شي وهو اللي شهرني. يامن: نعم. وموضوع الموسيقى العراقية واللون العراقي؟ فرج: يعني العتابا والمجوز هيّ هاي أهم إشي الصراحة. اللون العراقي … نعم، يعني أصدقائنا، اتعرّفنا على هالشباب وتابعنا عن طريق الكاسيتات والسيديهات مثل ما حكيت ... كنت أحفظ مثلًا لهالمطربين، لحاتم العراقي، لحسام الرسّام، لهذول العالم يعني الفنانين الكبار اللي إحنا منعتز بيهم نفتخر بيهم، لأن إحنا منعتبر إن كان سورية وإن كان الأردن وإن كان هذا كلو يعني إحنا بلد واحد وأهل واحد ودولة وحدة. يامن: نعم، نعم. طيب شو كان برأيك تأثير الكاسيتات على انتشار عملك؟ وكيف كانت علاقتك مع شركات الإنتاج تجاريًا، شلون كنت تتفق معهن ليكون نشر الكاسيت تبعك؟ فرج: والله كان يعني مثلًا يجوا لعندنا يحكوا معنا يوم بدي آجي أسجّل كاسيت، مثل ما تقول يشتروه. بس إحنا كانت البداية دعاية مقابل إنّه إحنا نكسب الشهرة وبعدين نفكّر بالمادّة، عرفت شلون عليا؟ يعني إحنا كان يهمنا الدعاية أكثر من المادّة الصراحة. يامن: نعم، نعم. طيب آوّل كم كاسيت كنت عم تعملهن ببلاش، يعني كنت عم تسجلهن وتعطيهن لشركات الإنتاج ببلاش. كيف كانوا كاسيتاتك منتشرين خارج المحافظة؟ يعني مثلًا لو داخل المحافظة كان في هالشركة الموجودة بساحة بصرى بدرعا، بس كيف كنت تنشر الكاسيت لباقي القرى والمدن اللي بدرعا أو بالقنيطرة أو برًّا؟ فرج: والله كنّا إحنا نتعرف على شركات ونروح عليهم عالاستوديو أنا وفرقتي ونسجّل عندهم وننزّل هالكاسيتات والسيديهات ونسجّل ونعطيهم، فيقولوا: شو مقابلهم؟ نقول لهم: هسّع دوّارة، إحنا دوّارتنا إنّه هالسيديهات والكاسيتات اللي عندنا تنشروهن وتطلعوهن. وكان الحمد لله في كثير نجاح، يعني الدعاية كانت قوية كثير للكاسيتات وكان في مبيع كثير كثير. وبعدين آخر شي صرنا نستفيد، يعني الصراحة صار اللي بدّه يسجّل كاسيت مثلًا نطلب منّه مادة، نقول له: والله بدنا كذا. كان معي مدير أعمالي وكنّا نطلب مادة عمستوى هالكاسيت للفرقة ... إلي ولجماعتي. يامن: إيمتى صار عندك مدير أعمال وإيمتى صار عندك فرقة ثابتة؟ يعني شلون شكّلت فرقتك يعني؟ ومدير أعمالك كيف لقيته؟ فرج: أنا التقيت مدير أعمالي هون بالأردن بالتسعين ... طلبوني هون بحفلة في عمّان، فضمن الحفلة أجى لعندي شخص وقال لي: ممكن نتعرف عليك ونشتغل سوا؟ أني صاحب شركة اسمها شركة الأحلام لأحمد العبد الله هون بعمّان، وحابّين ننزّلك كم كاسيت معك، وشو بدك عمي إحنا جاهزين، يعني حابين نتعرف عليك. قلت له: إلي الشرف، والله خلّيني أدرس أموري وبخبرك بعد فترة. أجيت حضرت الحفلة وسافرت على سورية، فخبّرني هوّ، دق علي وقال لي: أستاذ فرج، حابّين نسجلّك كاسيتات وننزّلّك ياهن، وحابب أني أديرلك شغلك وعملك بالأردن، في مجال؟ قلت له: ما في إشكال. اجتمعت أنا ويّاه بالأردن، بعمّان، والحمد لله كان توفيق من رب العالمين واتيسّرت الأمور متل ما بدنا، وكتبت معه عقد. هذا الحكي بالـ ٢٠٠٠، ٢٠٠١، ٢٠٠٢ عرفت شلون؟ فصرت أنزّل معاه مثل ما تقول، كتبت عقد لمدّة خمس سنين، قبضت رعبون لعملي، وصار ياخذني مثل ما تقول عالشركة إنّي أسجّل كاسيت، وصار يدفع على الكاسيت من الشركة مشان نسجّل عندهم، وصار هو لما بيعطي الكاسيت تبعي للشركة يستفيد عن طريقة الشركة كمان. يامن: تمام. قبل ما تتعاقد مع مدير أعمال بالأردن هل كان عندك مدير أعمال بسورية؟ فرج: كان في أصحاب مركز اسمهم محمد الشريف وأنس محاميد. كانوا مش مدير أعمال بس مثل ما تقول منسقين حفلات، يعني إنّه مش متل هون مدير أعمال يكتب العقود وكذا، بس إذا مثلًا يتصل عليّا الأستاذ يامن ويقول لي: فرج، بدي ياك على حفلة شعبية، في مجال؟ بدي تجي على فرح أخوي. أقول له: شو عليه، احكي مع السيد أنس محاميد وهو بينسّق معك وبرتّبلك الأمور. بدون عقود بدون إشي، بس إنّه ياخذ موعد يسجّل عنده إنّه في عندهن حفلة يوم كذا، فرح الأستاذ يامن بالمكان الفلاني. كان يعني هم يديروا شغلي، بس مش متل هسّع. هسّع في مديرين أعمال اثنين عندي هون بالأردن، واحد فلسطيني وواحد أردني، وفي إلي مدير أعمال عم يدير شغلي بالإمارات لأنّي بروح وباجي عالإمارات هسّع. نهار السبت أنا مسافر على دبي، بعدها عندي حفلة بـ ٣/٣ بعمّان، وموجود معي أورغ، موجود معي الدرامز، موجود معي المجوز، موجود معي السماعات، موجود عندي كل إشي يعني إن حبيتوا … منسجلها كمان مباشرة. يامن: منتمنى والله. إذا انتوا حتسجلوه بالفيديو وقتها فينا ناخد نسخة منّه نحطها عالموقع إذا بناسبك الموضوع؟ فرج: آه، آه، إذا لزم الأمر أني بسجلّك ياها عن طريق الكمبيوتر، عن طريق اليوتيوب، عرفت شلون. وبنزّلك ياها أو ببعتلك ياها شلون ما بدك. يامن: ممتاز، بكون ممتاز، مشان نحطها مثلًا مع المقابلة للمستمعين ليقدروا يشوفوا حفلاتك الحالية. فرج: إن شاء الله. أني السبت إن شاء الله مسافر عالإمارات. يامن: بالتوفيق. طيب كنت عم تحكي عن موضوع إدارة الأعمال بالأردن وبسورية. ففي البداية كان المنسّق مثلًا ياخد المواعيد من العالم، يتعامل معهن ماديًّا، يجيب الفرقة ويجيب نظام الصوت، هيك كانت مسؤولياته؟ فرج: نعم، هو مسؤولياته كان يوم اتصل علي مثلًا أستاذ يامن، الأستاذ أنس المحاميد يحكي معه للأخ يامن، يقول له: والله عندي أورغ، عندي كذا، عندي مجوز، عندي طبلة، عندي درامز، عندي كل إشي، شو بدّك أنا جاهز. ينسّق معه ويقول له: شو تكلفة الفرح؟ يقول له: والله تكلفة الفرح كذا كذا، في مجال تيجي لعندي مشان نتّفق وعالأربعة وعشرين، يجي الأستاذ يامن يطلع لعند الاستاذ أنس وينسّق معه لصاحب الشركة اللي كنت أتعامل معه اللي هوّ استوديو مركز القمة. يامن: وإيمتى أوّل كاسيت سجّلته باستوديو؟ فرج: استوديو؟ بالتسعين. يامن: شو كان اسم الكاسيت، بتتذكر؟ فرج: اسمه "من بين كل البنات حبيتك روحي" كان أغنية جديدة … يامن: كانت من تأليفك الغنية ولا غنّيّة تراثيّة؟ فرج: لا هي كانت من كلمات الوالد، هو كان يكتبلي ياها. في يعني عدّة أغاني سجلتها أنا بالكاسيت عن حوران من أغانينا هي الّلي هسع نقعد ونغنيها. يامن: نعم، ووين كان الاستوديو؟ وين سجلتها؟ فرج: سجلتها هون بالأردن، بعمّان، بشارع الجامع عند أحمد العبدالله. يامن: طيب لمّا بلّشت تتعامل مع مديرين الأعمال بالأردن، شو كان الفرق بينهن وبين منسقين الحفلات بسورية؟ شو حسيت كان الفرق من ناحية القدرات الماديّة ولّا القدرات الإنتاجيّة ولّا كمّيّة العمل؟ فرج: أكيد يعني إنت يوم تطلع من دولة لدولة بتلاقي في فرق، يوم إجيت لهون عالاردن صار في تطورات كتير، كان مدير أعمالي يتعامل مع شركة ونطلع حفلة شعبية بجمعة وبصالة الجمعة الثانية وكمان نسجل بالاستوديو، كان في فرق كثير، فرق بالشغل، فرق بالفرقة، بالعملة، كل إشي صراحة. يامن: فأوّل مرّة بتسجّل باستوديو كانت بعمّان يعني. فرج: نعم. كنت أسجّل كاسيتات بدرعا بس مفتوحة (في حفلات)، ما كانت يعني جوا شركة. هون بالتسعينات صار شغل شركة وشغل استوديو وشغل سماعات، يعني في إشي دقة وفي عمل فنّي، إشي حلو، أمّا أوّل شي كنت أسجّل بديوان، بمضافة، ببيت مخلي. يامن: نعم، وشلون صارت شهرتك؟ يعني أوّل كم مرّة إجيت عملت حفلة بالأردن، شلون بلّشت تنشهر بالأردن؟ يجيك طلبات حفلات يعني كل إيمتى؟ كنت تعمل حفلات بين درعا وسويدا والأردن، صح؟ فرج: كان يعني شعبيتي متفوقة بسورية وأموري ماشية، وكان لي بيطلع حوالي سبع سنين ثمان سنين بغني ومشهور بسورية وانعرفت يعني بقوة. جيت لهون عالأردن، بتعرف إحنا في عندنا عادات مثل ما تقول كسوريين، والغريب بضلّه شوي مجذوب خصوصًا إن كان إشي إشي جديد ولون جديد عليهم. فلهيك فتت عالأردن بقوّة الحمد لله، اللي يعني إذا بدك تجي تحجزني بدك تحجزني بعد ثلاث أشهر، عرفت شلون عليا؟ يعني مثل هسّع بالوقت هاذ. يامن: مثلًا بالتسعينات كل إيمتى كان عندك حفلة، كل أسبوع مثلًا؟ فرج: آه، كان عندي، كنت أشتغل ثلاث أيام بالاسبوع، يعني أكثر شي أربعاء خميس جمعة، وأحيانًا كنت أشتغل من السبت للجمعة. يامن: كل يوم؟ فرج: آه، كل يوم كنت أشتغل، وهسع الآن أني كل يوم عم بشتغل. يعني هلأ، أنا مش عم بحكي معك؟ مبارح كانت عندي حفلة في إربد، اليوم عندي حفلة في منطقة هون بالأردن اسمها المفرق، وعندي حفلة بكرا واللي وراه. يامن: نعم. طيب إيمتى بلّشت تطلع عالخليج؟ وكيف وصل الانتشار للإمارات؟ فرج: إنت بتعرف الشهرة، مثلًا طلبتني الناس عن طريقك، يعني مثل ما تقول هسّع عم بسجّل مع أخوي يامن وفي عنده مناسبة مثلًا بالمنطقة اللي هو عايش فيها، فاتصل علي بقول لي: أستاذ فرج حابينك تجي عندنا لفرح لابن عمي أو كذا، واحنا من معجبينك ومعجبين صوتك وحابّين نكسبك. فالحمد لله يعني الشي المليح ما بيتخبى عالناس. يامن: طيب شلون كان بعدين الانتقال من الكاسيتات للسيديهات؟ شلون كانت هي النقلة، وشو كان تأثيرها على عملك؟ فرج: بتعرف، إنت منتاش غشيم بلا مؤاخذة، التطور إله دور يعني، أول شي كان كاسيت بعدين صار سي دي، عرفت شلون؟ في كتير فرق بين الكاسيت والسي دي، يعني كان الكاسيت حلو ومليح وفيه فائدة بس السي دي كان أذكى وأقوى. يامن: ليش؟ فرج: التقنيات أفضل، ويعني بتعرف السيارات الجديدة والمتطورة صارت كلها معها سيديهات. بس الكاسيت هو الّلي ضربلي (أشهرني) والّلي سوّالي السوق ومشّى شغلي الصراحة. يامن: طيب بخصوص الفيديو سي دي، صرت تسجّل فيديو تنزل على سي دي؟ فرج: نعم. يامن: شلون كانت تجربتك معها؟ هل كان يكون في مخرج؟ كيف تصوروا وكيف تعملوا المونتاج؟ فرج: كتير كتير مرتب، يعني صاحب الشركة اللي كنت أتعامل معه هون بالأردن كمان كان كتير يستفيد. يعني مرّة ساوينا سي دي صوت وصورة عن طريق مركز غنوة، اقسم بالله استفاد منّه كتير كتير، وحتّى مدير أعمالي استفاد من هاد الموضوع. أوّل من نزّلت السي دي هذا باعوا منّه بسبع آلاف دينار أردني. يامن: وبعدين شلون اتطوّر موضوع الفيديو سي دي مع الوقت؟ فرج: اتطوّر، مدير أعمالي شاف إنّه يعني فرج أداؤه حلو وشغله حلو والسي دي انباع معه، فصار عاد أني أسجّل فيديو سي دي كل سنة، وهو مدير أعمالي يستفيد. وهو كمان كان يحط (مصاري)، حرام يعني. يعني كان يحط عليّا مش إنّه مثلًا يستفيد بدون ما يحط، لا. يحط مقابل يسجلّي، وبعدين هو يستفيد عقب ما ينجح الموضوع. يامن: طيب هل هاد الشغل كان محمي من ناحية حقوق الملكية الفكرية؟ فرج: آه حقوق الطبع محفوظة أكيد. جزء إنّه ما حدّاش بيقدر ينسخه، ما حدّاش بيقدر ياخذه، إلا هو حقوق الطبع محفوظة. يامن: كان بالأردن شغال موضوع حقوق الملكية والطبع، مو متل سورية. فرج: آه كان شغال. يامن: طب كيف كنت إنت تلاقي الفرق بين سورية والأردن من ناحية حقوق الملكية ومن ناحية المردود؟ فرج: كان في فرق كثير كثير بين سورية وبين الأردن على هالشغلة، لأن أنا هي الشغلة ما صرتش معي إنّه حقوق الطبع محفوظة والسيديات وكذا إلّا بالأردن الصراحة. يامن: طيب بعد ما بلشت تنزّل فيديو سيدياهت وكاسيتات، صار يجيك حجوزات على أفراح بالكويت والإمارات. شلون صار هالتطوّر؟ يعني هل صرت تدخّل متل ما ذكرت موسيقى خليجية على الألوان اللي بتغنّيها؟ فرج: نعم، آه. يامن: وهي بنهاية الألفين وعشرة مع الفيديو سيديهات كانت بلّشت الثورة بسورية، ومن بعد الشي اللي صار والحرب اللي عم نعيشها صارلنا عشر سنين، كيف هالشي أثّر على مسيرتك الفنّيّة وعلى استقرارك؟ وشلون بتشوف الموضوع حاليا؟ فرج: يعني أكيد الموضوع أثّر، بس أني كنت يعني مستمر على شغلة الفيس وعلى شغلة السيديهات وعلى شغلة الحفلات. أمّا هي الحرب أثّرت الصراحة، أثّرت كشغل وعمل، وأثّرت علينا كنفسيّة، يعني إحنا نفسيّتنا تعبت من الظروف اللي إحنا مرّينا بيها الصراحة. يامن: نعم. وكيف بلّشت تفوت عموضوع الفيس واليوتيوب وهيك ... إيمتى بلّشت تشتغل على هاد الموضوع وتعطيه اهتمام؟ فرج: والله شو بدي أقول لك ... يعني أني بلّشت أفوت على الفيس وعلى الشغلات هي من زمان، عملت صفحة أوّل ما طلع الفيس وحاولت إنّي أطوّر شغلي وأشوف إقبال الناس عليه شلون، والحمدلله هسّى في عندك الفيس، عندك التيك توك، كل إشي يعني بلا مؤاخذة الواحد موجود عليه. في إقبال كثير كثير حلو على الشغل اللي منشتغله الحمدلله، هسّع الأمور رجعت متل ما كانت، يعني الحمدلله حفلاتنا رجعت، هديت الأمور بسورية، وظروف كورونا هديت، الأمور إن كان عندنا بسورية أو بالأردن أو بالخليج رجعت امثل ما كانت يعني. يامن: نعم. هلأ مثلًا عم تحيي حفلات بالحراك أو بدرعا؟ فرج: حاليًا لأ. أنا صار لي شي حوالي عشر سنين ما رحت على سورية الصراحة للظروف الموجودة بسورية، أمّا لو ترجع الأمور لسورية منرجع إحنا ومنشتغل كالعادة بسورية ومنعمل حفلات، حدا بيكره يرجع لبلده ولوطنه؟ بس إحنا ظروفنا يعني اللي حاكمتنا إنّه ما نرجع. يامن: نعم، نعم، طيِّب تحكيلنا عن الموضوع بالأردن. مثلًا من لمّا استقريت بالأردن بآخر عشر سنين … هل بتعمل حفلات للجالية السورية اللي موجودة هنيك؟ فرج: طبعًا، أني مبارح كان مدير أعمالي الأردني حاجزلي حفلة لجماعة من سورية، اللاجئين السوريين، كانت الحفلة لأهل درعا ولأهل حوران وكانت كثير كثير حلوة. اليوم حفلتي مثلًا لأردنيّة. يعني إحنا منشتغل مع كل الناس، يعني أي واحد بيطلبنا، إن كان اللاجئين السوريين اللي بالمخيمات، مخيم الزعتري أو مخيم الزرقا، منشاركهم إحنا وما منقصّر مع حدا. يامن: تسلم. في واحد من الكاسيتات اللي عندنا ياهن لإلك هو من شركة قصر التراث بالسويدا، هل بتتذكرها لهي الشركة؟ فرج: نعم. يامن: حكيلنا عنها شوي. شو كان شغلهن؟ مين قائمين عليها؟ ولما كنت تروح تحيي أفراح بالسويدا مثلًا كيف كانت تكون الاحتفاليات والموسيقى؟ فرج: والله الاحتفالات بسويدا كانت كثير كثير حلوة، حفلاتهم وعاداتهم وتقاليدهم زينا. والشركة اللي إنت بتحكيني عنها كان في صديق إلنا من سويدا صاحب الشركة اسمه خلدون العباس، صديق وأخ، وكان كثير يتعب بشغله معنا وكنا نطلع إحنا وفرقتنا لعنده ويسجّللنا كاسيتات ويسجّللنا الأفراح والحفلات الشعبية. يوم كنت أسوّي حفلة بسويدا تقول إنّي عم أعمل حفلة بدرعا، لأن درعا وسويدا كانت واحد، والحفلات الشعبية كتير كانت حلوة، وحفلاتهم بسويدا أكثرها كمان مختلطة، مش إنّه والله رجال لحال والنساء لحال. كانت حفلاتهم كثير كثير حلوة بصراحة، فيها محبة وفيها احترام، هيك عندهم ذوق بالفن أهل سويدا الصراحة، وكنت يعني لما أقعد أغني بحفلات سويدا أحس جد إنّي عم بغنّي بين أهلي وناسي. يامن: مزبوط. وكم كاسيت اشتغلت مع قصر التراث؟ فرج: كثير، في عدّة كاسيتات. يامن: تحكيلنا عن علاقتك مع الجولان وكيف كنت تروح تؤدّي بالجولان؟ فرج: كانت حفلات الجولان عن طريق صديق إلي، شاعر مجوز اسمه خليل الحوشان أبو خالد، كتير كان مرغوب وشعبيته قوية. بالقنيطرة كتير كانت حفلاتهم حلوة وشعبية، وكمان نفس عادات السويدا مختلط. يامن: بالجولان كمان كانت تبقى الأفراح مختلط؟ فرج: آه، كمان كانت الحفلات مختلطة. يعني إحنا كل عاداتنا إن كان سويدا ولا كان درعا ولا كان الجولان كان فيها مختلط كتير، مفيش مثل هسّع إن كان بالأردن أو بسورية بتلاقي النسوان لحال والرجال لحال. يامن: إيمتى بلّش هاد الفصل يصير؟ فرج: هذا الحكي من شي حوالي خمس ست سنين، بس مو بعيد يعني. يامن: وشو سببه برأيك هاد الفصل؟ فرج: إنت بتعرف اتغيّرت الدنيا والحياة، يمكن يكون على أيام والدي ووالدك مفيش هذيك الحساسية، ولا كان في التفرقة بين العشاير وبين الحمايل، فهسّى صار نوع من هالجيل اللي طالع، صار يعمل فوضى بالحفلة، يعمل إساءة ضمن الحفلة مشان يوصّل نظرته للنساء، إنّه شوفي أنا شو بعمل وأنا شو بسوي، فحاولوا إنهم يفرزوا النسوان لحال والزلم لحال مشان المشاكل، وتكون القعدة ناجحة. يامن: نعم. حلو. طيب عملت حفلات بالشام وباقي المحافظات بسورية؟ فرج: آه، ساويت حفلات بالشام، ساويت بالست زينب، ساويت بكل المكانات، نهر عيشة، صحنايا، ما خليت ولا مكان يعني بالشام. يامن: نعم دقيقة وحدة بس. (بالإنكليزية) مارك هل لديك ... أعتقد أننا غطينا تقريبا كل شيء. هل هناك شيء محدّد تريد السؤال عنه؟ مارك (بالإنكليزية): نعم، فقط بعض الإشياء لها علاقة بمركز دار التراث للموسيقى في السويداء. يامن (بالإنكليزية): نعم لقد سألته عنه ولقد تحدث عنه. مارك (بالإنكليزية): وماذا عن التعامل مع فرح الشماع؟ يامن: أوك. استاذ فرج، بس كمان سؤال على فرح الشماع، اشتغلت معهن كشركة إنتاج؟ فرج: آه، اشتغلت معهم عن طريق صديق مدير أعمالي اللي هو أنس محاميد، هو اللي وصلني إلهم. يامن: وكيف كانت التجربة؟ فرج: حلوة كثير كثير والله. يامن: شو كان العمل اللي اشتغلتوا عليه سوا؟ فرج: إحنا اشتغلنا عندهم يعني عن طريق المونتاج وعن طريق الكمبيوتر، سجّلنا عندهم حفلات كثير كثير حلوة وشعبية، بس ما طوّلنا كثير معهم الصراحة. يامن: تسجيلات استوديو ولّا تسجيلات أفراح؟ فرج: هي تسجيلات استوديو بس يعني أغاني أفراح شعبية. يامن: أغاني افراح بس هي تسجيل استوديو، مو بالموقع يعني. فرج: نعم. يامن: نعم، تمام. طيب نحن هي كل الاسئلة اللي عندنا. أستاذي هل في عندك أي ملاحظات أو أي رسالة؟ فرج: أني بتمنى على طول إني أسمع صوتك إنت وأخوي الأستاذ مارك حبيب القلب، وأخوي الأستاذ يامن تشرفت بمعرفتك الطيبة وأني والله اتمنيت كمان يكون اللقاء عن طريق إنّه يكون في (فرصة) نسجللكم (شي) خاص. أسجل إشي خاص أني وفرقتي وجماعتي، إنّه إنتوا تعطوني وقت من وقتكم مش أني أعطيكم شي جاهز لأنكم من الناس الطيبة. يامن: نحن اللي منتشرف بوقتك، نحن اللي موجودين هون. فرج: نسجللكم شغلة خاصة باسم شركتكم والمؤسسة والعمل اللي انتوا عم تشتغلوا عليه، نسجّل شغلة خاصة إلكم إنتوا يعني. يامن: خلص إن شاء الله أنا هلأ بمنتصف الشهر رايح على العراق، رايح على السليمانية وبعدين نازل على بغداد، ومن بغداد بدّي أجي عالأردن، فلمّا أجي عالأردن إن شاء الله بدي آخدك على هالوعد وأجي معي مصوّر، شب فرنسي صانع أفلام، بدنا نصور واحد من الأفراح بمعيتك يعني. فرج: إلي الشرف والله. يامن: خلص معناها. فرج: أستاذ يامن إنت أخ عزيز، أي شغلة بتحتاجها أو أي إشي اعتبر إني أخوك وصديق إلك، وتشرفنا بصديقنا وأخونا المشهور الأستاذ مارك حبيب القلب، صديق وعزيز. يامن: وإن شاء الله نحن كمان في هاد الموضوع اللي قلتلك عم نحاول نشتغل عليه، بس بدنا نزبط مشروع أرشيف الشرائط السورية، بعدين متل ما قلت لك في شركة الإنتاج اللي بدنا نساوي فيها أسطوانات، فإن شاء الله ناوين نكون معك نعمل أسطوانة لننشرها برّا ونشوف شو بيطلع منها، بركي إن شاء الله إذا بتحقق نجاح نقدر نعمل حفلات بأوروبا لإلك ومنشوف شو الله بيسِّر. فرج: آنا جاهز، أي خدمة، أنا جاهز. يامن: شكرًا لإلك. فرج: للأستاذ مارك أني جاهز، وإنت أخ وصديق يامن، على راسي تشرّفنا والله. يامن: شكرًا. مارك: شكرًا جزيلًا. فرج: تحيّات أخوكم الفنان السوري فرج قداح إلكم ولقناتكم الحلوة، وشكرًا. يامن: شكرًا إلك أستاذ فرج، وتصبح على خير. فرج: تسلم، تسلم. يامن: سلامات أستاذي. فرج: الله معك، سلامات، مع السلامة، يا هلا.