


بقعة ضوء
فريحة العبدالله في أربعة أشرطة
فريحة العبدالله - قائمة أغاني
- مجاريح
- دلعونا غربية
- عنك يردوني
- عتابات
قبل أن تصبح سارية السواس السيدة الأولى للأغنية الشعبية السورية، كان هذا العرش من نصيب صوت جبار آخر، صوت فريحة العبد الله. لا تزال فريحة حاضرة حتى اليوم، إلا أنها عاشت عصرًا ذهبيًا في التسعينات، حين حضرت بغزارة في الأعراس والحفلات الخاصة والملاهي، تعاونت مع طيف واسع من الأصوات والعازفين، ورسمت ملامح مغنية الشعبي السوري بصوتها الشديد الديناميكي المزدان ببحة تعطيه حزنًا. حملت فريحة في بداية مسيرتها تصنيف الحجيات أو الشيخات، وهو لقب أطلقه أهل حمص على مغنيات الشعبي السوري من منطقتهم، واللواتي قاسين الرفض من مجتمعاتهم المحافظة. إلّا أن فريحة تحمل اليوم لقبًا آخرًا نالته باستحقاق عبر مسيرتها الطويلة: مطربة البادية. أحمد تلاوي وفريحة العبدلله أحمد تلاوي وفريحة العبدلله الجزء الخامس كان أحمد تلاوي، أحد روّاد الشعبي السوري من سراقب، من داعمي فريحة المبكرين. أدى إلى جانبها في الكثير من الحفلات، منذ بداية مسيرتها عندما كانت في الثامنة عشر. ساعد تلاوي فريحة على دخول ساحة الشعبي عبر مشاركتها المنصة، وساعدته فريحة عبر منح أداءاته ديناميكية ضرورية تكسر رتابة الصوت الذكري وتجامله في ذات الآن. يقدم لنا هذا الكاسيت عرسًا تسعيناتيًا في مدينة تل بيسة في محافظة حمص، موطن فريحة، أدت فيه فريحة والتلاوي مجموعة أغانٍ تكشف عن درجة انسجامهما. عندما يغنيان مجاريح أو حبحني عالخدين سويةً تبدو الأغاني وكأنها كتبت خصيصًا لهما، وعندما يغنيان أغانٍ فردية متتالية، مثل دزيتلك محرمة (فريحة) المتبوعة بـ يا أم السنون الذهب (تلاوي)، تصبح الأغنيتان وجهين لعملة واحدة. فريحة العبد الله ونجاح الشعراني جلسة صفا (بزق) نحصل في هذا الكاسيت على فرصة للاستماع إلى الجانب الطربي من فريحة خلال قالبي العتابا والموال، يرافقها عازف البزق المتمكن نجاح الشعراني، الذي لا يزال، مثل فريحة، مؤديًا نشطًا حتى اليوم في الحفلات الخاصة. يمتاز الكاسيت بصوت خشن يجعل فريحة تبدو كمطربة من زمنٍ غابر، ويمنح بزق الشعراني خامة غنية. يعد أداء الدلعونا بمثابة اختبار على كل مغنية ومغني شعبي سوري المرور به ومحاولة ترك بصمتهم على الكلاسيكية الشهيرة. تجتاز فريحة هذا الاختبار بثقة في وجه الشريط الثاني، تتناول الأغنية بأداء متأني مستغرق وصوت شامخ، تحفر بهما في ذاكرتنا عبارات مثل: “هو اشتراني، قالي المصاري \ واني اشتريته أتغزل في عيونه \ للدلعونه.” فريحة العبد الله دبكات شعبية كانت ولا تزال الأعراس بمثابة العمود الفقري لمشهد الشعبي السوري، ومصدر الكثير من تسجيلاته. نستمع في هذا التسجيل لوصلة قدمتها فريحة برفقة فرقة صغيرة يقودها أورج محمود الصالح وعود نضال حديد، ضمن عرس في بلدة دير بعلبة في ريف حمص. يحمل الشريط صدى صالة الأعراس، الذي يردد غناء فريحة المنطلق لأغاني الدبكة. نسمع فريحة مرتاحةً مع الأورج ارتياحها مع التوزيعات الوترية، تواكب بحيوية إيقاعاته السريعة الميالة للتلون والصخب والملائمة للدبكات، كما في أغنية هالله هالله على الوجه الأول من الكاسيت. بينما تفتتح الوجه الثاني بأداء ذو مزاج عالي لأغنية لالا، تقود الفرقة بمرح وتوجه إليهم تحفيزات مثل “العب!” كلما طربت لأدائهم. فريحة العبد الله عتابات يضم هذا الكاسيت، الصادر عن تسجيلات الصوت النقي الدمشقية، ساعةً من الغناء المسترسل المنساب من فريحة. اختارت في الوجه الأول مجموعة ملونة من الأغاني الإيقاعية ذات الطاقة المتقلبة، تنطلق خلالها بقالب العتابا جامعةً سلطنة الطرب مع خفّة وانطلاق الشعبي. يختلف وجه الكاسيت الثاني بشكلٍ ملحوظ، تنخفض الطاقة الراقصة لتفسح المجال أمام وصلة عتابا مطولة، تنتهي بشكلٍ مبتور في هذا التسجيل، تعتمد فيها فريحة على قوّة صوتها لتطغى على التوزيع وتستأثر بآذان المستمعين.
عمار منلا حسن
عمار منلا حسن هو صحفي وباحث موسيقي، وأخصائي بلوكتشين. الشريك المؤسس لمبادرة تكسير ومدير التحرير السابق لمعازف.